مفارقة باكيتا

سقوط نجم

وصل لوكاس باكيتا إلى وست هام في 2021 بسجل استثنائي: موهوب تقنيًا، ذكي تكتيكيًا، وذو رؤية تقترب من القدْر. كان قد أثبت نفسه في عدة دوريّات—from البرازيل إلى ليغ 1، واعتُبر من بين أفضل الوسطاء العالميين خارج الدوريات الخمس الكبرى.

لكن البيانات تقول إن مساهمته في تسجيل الأهداف المتوقعة (xG) انخفضت أكثر من 40% خلال موسمين. وتراجعت دقة تمريراته تحت مستوى المتوسط لمراكز لاعبي خط الوسط العمق في البريميرليغ. ومع ذلك، لم يُبعد بسبب الأداء السيء — بل لأنّه لم يناسب.

الخلل التكتيكي

استخدموه كجناح مقلوب أولًا — دور غير طبيعي له. ثم جعلوه مركز دفاعي في نظام ثلاثي وسط يطالب بمزيد من الانضباط مما اعتاد عليه.

البيانات لا تكذب: عندما لعب دوره المفضل — لاعب وسط محوري خلف المهاجم — حقق متوسط 2.3 تمريرة حاسمة لكل مباراة وأحدث 18 فرصة خلال ثلاثة أشهر فقط في موسم 2022–23. أما حين تم نقله للجانب أو الجبهة الخلفية؟ فقد انخفض هذا الرقم إلى النصف.

هذه ليست مجرد ضعف تنظيم — بل هي عدم توافق نظامي عميق بين ملف اللاعب وهوية الفريق.

مكافأة كانت يجب أن تكون إنذارًا

ثم جاء الإساءة الأخيرة: بعد معاناة مستمرة من التضارب الوظيفي والإجهاد الجسدي بسبب إجباره على أدوار خارجة عن نطاق راحته، عرضت وست هام فقط مليون جنيه إسترليني كتعويض عند بيعه إلى أستون فيلا.

فكّر جيدًا: مليون جنيه مقابل لاعب صنفه الكثيرون أعلى من جاري بالي عند ذروته؟

من حيث المال فقط، هذا لا معنى له. لكن إحصائيًا؟ يعكس مشكلات أكبر: كيف يُقدَّر الأداء على حساب المستقبل، والنتائج على حساب التطوير.

التأثير المنعكس على كرة القدم البرازيلية

والآن انظر إلى المنتخب البرازيلي. مع إهمال باكيتا وعدم استغلال إمكاناته بشكل كامل، اضطر المدرب دورفال جونيور إلى تحويل إيدير ميليتاو إلى مركز الوسط — أو حتى استخدام روجير غيديس كلاعب احتياطي أساسي!

نعم: أجبر المنتخب البرازيلي على إعادة هيكلة الهوية الوسطى بأكملها لأن النادي الإنجليزي فشل في nurturing أحد أهم المواهب الشابة.

نحن لا نتحدث فقط عن فرص ضائعة — بل عن آثار استراتيجية دولية نتجت عن فشل محلي متعمد.

ما الذي يخبرنا به هذا حول اقتصاديات كرة القدم الحديثة؟

في العصر الحديث يقول المحللون: “لا تخسر اللاعبين… تخسر الأسواق.” وفي هذه الحالة فقدنا كلاهما: The السوق لم يكن يؤمن بإمكانية تعديل باكيتا؛ وبالتالي لم يتلقَ استثمارًا أو ثقة. The النادي لم يستثمر وقتًا أو بيانات لتغيير نظامه ليتناسب معه؛ وبالتالي انهار أداؤه. The النتيجة؟ أصلٌ قيمته أكثر من 60 مليون يورو أصبح بقيمة مليون جنيه إسترليني — تماثل اقتصادي ينبغي أن يكون محل نقاش دائم.

كرة القدم ليست قدرًا… بل قرارٌ تحت الضغط مع نتائج قابلة للقياس. وإذا تم التغاضي عن الرؤى القائمة على البيانات؟ فالنتيجة ستكون ما تدفعه ليس بالمال فقط… بل بالسمعة والأداء المتراجع والانعكاسات الجيوسياسية نتيجة فقدان فرص البطولات الكبرى بسبب أخطاء يمكن تجنّبها مثل هذه.